إسرائيل تتوعد.. هل تنفجر الجبهة الشمالية؟
توعدت إسرائيل، أمس، بتوجيه ضربات قوية ضد «حزب الله»، متهمة الحزب بالمسؤولية عن انفجار صاروخي بملعب لكرة القدم في مدينة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، أسفر عن مقتل 12 طفلاً وشاباً.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي اختصر زيارة قام بها للولايات المتحدة وعاد مبكراً، بأن «إسرائيل لن تدع هذا الهجوم يمر دون رد، وحزب الله سيدفع ثمناً باهظاً لم يسبق أن دفعه من قبل». كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بـ «ضرب العدو بقوة».
ورأت الخارجية الإسرائيلية، أن «حزب الله» تجاوز كل الخطوط الحمر. وقالت في بيان، إن إسرائيل «ستمارس حقها وواجبها في التصرف دفاعاً عن النفس وسترد على الهجوم»، وفق بيانها.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن الصاروخ كان مجهزاً برأس حربي يزن أكثر من 50 كيلوغراماً. وذكر رئيس الأركان، الليفتاننت جنرال هرتسي هاليفي، أن الجيش يزيد استعداده للمرحلة التالية من القتال في الشمال، مضيفاً: «نعرف تحديداً من أين تم إطلاق الصاروخ، إنه صاروخ من حزب الله.. لقد فحصنا بقايا الصاروخ هنا على جدار ملعب كرة القدم. نعرف أنه صاروخ فلق مزود برأس حربي يزن 53 كيلوغراماً».
إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت هجمات على حزب الله خلال الليل. وأضاف الجيش في بيان: «شن جيش الدفاع غارات على سلسلة أهداف لحزب الله في أنحاء لبنان ومن بين الأهداف التي تم استهدافها في عمق وجنوب لبنان مخازن أسلحة وبنى إرهابية في مناطق الشبريحا وبرج الشمالي والبقاع وكفركلا ورب ثلاثين والخيام وطير حرفا».
طلب واستنفار
في الأثناء، قال وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، إن الحكومة اللبنانية طلبت من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس. وأشار بوحبيب، إلى أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى «حزب الله» تطالبه بالتحلي بضبط النفس أيضاً.
بدورهما، قال مصدران أمنيان، إن «حزب الله» في حالة استنفار شديد، وأنه بادر خلال الساعات الماضية بإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وفي سهل البقاع، تحسباً لشن إسرائيل هجوماً.
محادثات
وفي ردود الأفعال الدولية على الهجوم، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع، مؤكداً أن واشنطن تجري محادثات مع إسرائيل حول هجوم الجولان، وإن المؤشرات تدل على أن حزب الله هو من أطلق الصاروخ. وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحافي في طوكيو: «أشدد على حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وإصرارنا على ضمان أنهم قادرون على فعل ذلك، لكننا أيضاً لا نريد رؤية تصاعد الصراع، لا نريد رؤيته يمتد».
وأعرب بلينكن عن حزنه لخسارة الأرواح، مشيراً إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة من شأنه الإسهام في تهدئة الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان. وأردف: «من المهم للغاية أن نساعد في تهدئة الصراع، ليس لتجنب تصاعده ولتجنب امتداده فحسب، وإنما لتهدئته لأنكم لديكم الكثير من الناس في البلدين، في إسرائيل ولبنان، نزحوا من ديارهم».
إدانة
كما أدان ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، «القصف الصاروخي» لبلدة مجدل شمس. وقال: «ندين هذا الهجوم المروع، الذي تردد أنه قتل عدداً من المراهقين والأطفال الذين كانوا يلعبون كرة قدم.
وأضاف الناطق وفق ما نقلت شبكة سي.بي.إس.نيوز الأمريكية: «تواصل إسرائيل مواجهة تهديدات خطيرة لأمنها، كما شهد العالم اليوم، وستواصل الولايات المتحدة دعم الجهود الرامية إلى إنهاء تلك الهجمات المروعة، على طول الخط الأزرق، وهو ما يجب أن يكون على رأس الأولويات، دعمنا لأمن إسرائيل قاطع لا يتزعزع».
وحث منسق الأمم المتحدة الخاص إلى لبنان وقائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
دعوات
من جهتها، نددت فرنسا بـ «الهجوم الصاروخي» على مجدل شمس، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية: «تندد فرنسا بأشد العبارات الممكنة بالهجوم الذي ضرب مجتمع الدروز في مجدل شمس، تطالب فرنسا بفعل كل ما يمكن لتجنب تصعيد عسكري جديد وسنواصل العمل مع الأطراف المعنية على هذا». ونصحت باريس رعاياها بعدم الذهاب إلى لبنان أو إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية.
مخاوف
كما أدانت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، بـ «الهجوم الصاروخي» على مجدل شمس. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن الوزيرة قولها: «إننا نشعر بالفزع بسبب الهجوم الصاروخي على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس، ندين هذا الهجوم بشكل قاطع ونقدم تعازينا لأسر الضحايا». وأكدت الوزيرة مجدداً مطالب كندا بالامتناع عن زعزعة الاستقرار في المنطقة، معربة عن مخاوفها بشأن تصاعد التوترات نتيجة للهجوم.
وأدانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، «الهجوم»، داعية إلى التصرف بهدوء. وقالت بيربوك على منصة «إكس»: «الهجمات الغادرة يجب أن تتوقف فوراً، ومن المهم حالياً التصرف بهدوء».