العالم

إسرائيل تخطط لتحرّك بري في لبنان وتشن غارات على اليمن

ضربت إسرائيل، أمس، أهدافاً عدة في لبنان، في مواصلة للضغط على «حزب الله» بعد أن وجهت له ضربة قاسية باغتيال أمينه العام حسن نصر الله، فيما بدأت بالتحضير لهجوم بري، وذلك في ضوء تحريك ألوية نحو الشمال، لاستكمال ضرب قدرات «حزب الله»، كما شنت غارات مكثفة على اليمن، استهدفت مواقع في الحديدة، في وقت وجهت الولايات المتحدة الجيش الأمريكي بتعزيز وجوده في الشرق الأوسط بقدرات دعم جوي والإبقاء على حالة التأهب.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية ومناطق أخرى في لبنان، موقعةً قتلى، بينهم 7 مسعفين.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، أمس إن القوات الجوية ضربت عشرات المواقع التابعة لحزب الله بما شمل منصات إطلاق صواريخ ومنشآت تخزين للأسلحة، إضافة إلى بنية تحتية للحزب. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، عن هجوم شنه الطيران الإسرائيلي على منطقة عين الدلب، مما أودى بحياة 34 شخصاً، في محصلة أولية.

في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز»، أمس عن مصدرين تأكيدهما انتشال جثمان الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، من موقع الضربة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكد مصدر طبي وآخر أمني أن الجثمان سليم ولا تظهر عليه آثار إصابات، ما يرجح أنه لفظ أنفاسه اختناقاً.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر في الاستخبارات العسكرية، أن نصر الله مات اختناقا، وأوضح أنه كان موجوداً في مكان دون تهوية، وأن الغازات دخلت إلى الغرفة التي كان فيها إثر القصف، واختنق حتى الموت.

في الغضون، قال الجيش الإسرائيلي، إنه قتل القيادي الكبير في جماعة «حزب الله» اللبنانية، نبيل قاووق، وأشار إلى أنه تمكّن من قتل 20 قيادياً من «حزب الله» خلال هجوم الجمعة، من بينهم علي أيوب المسؤول عن تنسيق القوة النارية للحزب، وسمير توفيق ديب مستشار الأمين العام للحزب. وذكرت «سي إن إن»، أمس، أن مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية ومسؤولاً أمريكياً آخر، أكدا أن إسرائيل لم تتخذ بعد، على ما يبدو، قراراً نهائياً بشأن تنفيذ التوغل البري، لكن التقييم، استند إلى حشد القوات الإسرائيلية وإخلاء مناطق، فيما قد يكون استعداداً لعملية برية.

تحركات حدودية

بدورها، نقلت شبكة «ايه بي سي نيوز»، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن عمليات صغيرة النطاق أو «تحركات حدودية» إلى لبنان لاستهداف مواقع «حزب الله» على الحدود مباشرة قد بدأت أو على وشك البدء.

وقالت مصادر الشبكة أيضاً إن إسرائيل لا يبدو أنها اتخذت قراراً كاملاً بعد بشأن شن عملية برية، لكنها مستعدة لذلك.

وأضافت المصادر أنه إذا حدثت عملية برية، فمن المرجح أن يكون نطاقها محدوداً، مؤكدة أن إسرائيل تهدف من خلال الهجوم إلى إعادة عشرات الآلاف من المستوطنين المهجرين من شمال إسرائيل. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اغتيال نصر الله بأنه خطوة ضرورية نحو «تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات مقبلة». وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستنطوي على تحديات.

انتشار عسكري أمريكي

ويتزامن ذلك مع بحث واشنطن خيارات لتعزيز انتشارها العسكري في الشرق الأوسط بعد أن طلبت منها تل أبيب إرسال قوات إضافية استعداداً لرد إيراني محتمل.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن إسرائيل لن يكون بوسعها إعادة المستوطنين إلى الشمال بأمان من خلال شنّ حرب شاملة مع «حزب الله». وأضاف كيربي لشبكة «سي إن إن» إن الولايات المتحدة تواصل إجراء محادثات مع إسرائيل بشأن الخطوات الصحيحة التالية في لبنان. من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس، إن الوزير لويد أوستن وجّه الجيش بتعزيز وجوده في الشرق الأوسط بقدرات دعم جوي «دفاعية»، ووضع القوات الأخرى في حالة تأهب عالية. وقال مكتب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن الوزير توجه إلى لبنان أمس، وذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل قصف عدة أهداف في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: «نؤكد أن الوزير توجه إلى لبنان لإجراء محادثات مع السلطات المحلية وتقديم الدعم الفرنسي، وخاصة على المستوى الإنساني».

غارات على اليمن

في اليمن، ضربت إسرائيل مدينة الحديدة بعدد من الغارات، وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن عشرات الطائرات شاركت في الهجوم، الذي استهدف مطار الحديدة الدولي والميناء.

وقال شهود عيان إن الغارات استهدفت ميناءي الحديدة ورأس عيسى ومحطتي الحالي ورأس كثيب للكهرباء وأن صهريج نفط احترق في الميناء بسبب الغارات.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن «عشرات الطائرات، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات تزويد بالوقود وطائرات تجسس، شاركت في الضربات». وأضاف البيان أن الضربات جاءت «رداً على الهجمات الأخيرة للحوثيين بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، بما في ذلك ثلاث هجمات خلال هذا الشهر».

بدوره، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين، أن الغارات تم تنسيقها مع القيادة المركزية الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى