دعم «مؤسسة مجدي يعقوب»
لا شيء يسعدني أكثر من الدعم الخيري للمؤسسات العلاجية التي تضطلع بدور كبير في مداواة جراح الناس وخاصة البسطاء والفقراء، لتؤكد المعنى الحقيقي لمساعدة المحتاجين ودعم المكلومين ومدّ يد الخير دون حسابات السياسة وتعقيداتها وتدخل عوامل الربح والخسارة. في هذا السياق يأتي الدعم الجديد الذي قدمته «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» بقيمة 220 مليون درهم، لمؤسسة «مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب»، للمساهمة في استكمال مجمع المباني الطبية لمقر المؤسسة في العاصمة المصرية القاهرة، خدمة لمرضى القلب في مصر وكافة الأقطار العربية، ليصل إجمالي الدعم المقدّم للمؤسسة حتى الآن ما يقارب 320 مليون درهم.
جراح القلب المصري العالمي البروفيسور السير مجدي يعقوب الملقب بـ«أمير القلوب» ليس غريباً عن الإمارات ويحظى بمكانة كبيرة لدى قيادتها التي تثمن دوره وتاريخه المشهود.
ومن هذا المنطلق قلّده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2020 «وشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني»، عرفاناً لجهوده في العمل الخيري والإنساني وإنجازاته الطبية والعلمية التي منحت الأمل والحياة على مدى أكثر من 50 عاماً من العطاء لملايين من المرضى حول العالم.
هذه المبادرة لدعم مؤسسة يعقوب لم تكن الأولى، ففي العام الماضي وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإنشاء «وحدة الشيخة لطيفة بنت حمدان لجراحات القسطرة» للأطفال والمرضى الأقل حظاً من مختلف أرجاء الوطن العربي، حيث تسهم الوحدة في سد هوة واسعة في خيارات الرعاية الصحية والعلاجات والتدخلات الجراحية المتقدمة غير المتاحة لشرائح كبيرة من المرضى، لا سيما الأطفال والارتقاء بالرعاية الصحية التي تشمل الجميع.
اللافت أن هذه الوحدة لن تكتفي بهذا الدور فقط، بل تتبنى استراتيجية طويلة الأمد لتدريب وتأهيل جراحين وأطباء متخصصين في مجال جراحات وأمراض القلب والحالات الصحية المرتبطة بها، لتخرّج ضمن برامجها التدريبية 1750 متدرباً سنوياً، يسهمون في تلبية الحاجة الملحّة في المنطقة العربية لهذا التخصص، لا سيما أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي من المسببات الرئيسية للوفاة في العالم العربي، حسب منظمة الصحة العالمية.
نعود للحديث عن المركز الجديد الذي يشكل طاقة نور وبارقة أمل لعشرات الآلاف ممن يعانون مشاكل في القلب، سيقدم خدماته الطبية مجاناً لعلاج 132 ألف مريض من مصر وخارجها سنوياً، علاوة على إجراء 12 ألف عملية قلب للأطفال وكبار السن سنوياً مجاناً، ليكون لدى اكتماله أكبر المؤسسات الطبية المتخصصة في أمراض وأبحاث وجراحات القلب في العالم العربي.
لا شك أن هذه المكرمة ترسّخ مكانة دبي ومكانتها نموذجاً ملهماً ومنارة للعمل الإنساني والخيري، وفاء للنهج الأصيل الذي أرسى دعائمه الآباء المؤسسون وسار على دربهم الشيوخ الكرام، من منطلق إدراكهم أن صحة الإنسان أساس نهضة المجتمعات وازدهارها.