ثقافة وفنون

أفلام كوميدية تستحق المشاهدة قبل نهاية 2024

لم يعد العالم مكانا مريحا كما عهدناه، فمع تصاعد وتيرة الأحداث المؤلمة والصراعات المحتدمة، يجد كثيرون أنفسهم غارقين في دوامة القلق والإحباط. وفي مواجهة هذا الثِقل الذي يخيّم على الأجواء، لا بد من البحث عن وسيلة تمنحنا مساحة من التنفس واستعادة التوازن مع اقتراب عام جديد يحمل في طياته الأمل.

ولعل السينما، بأفلامها الكوميدية، هي الملاذ الأمثل. فالضحك، رغم بساطته، يملك قدرة سحرية على التخفيف من وطأة الهموم وتجديد الطاقات. في هذه القائمة، نستعرض لكم أبرز الأفلام الكوميدية التي أتحفتنا بها 2024، لتكون رفيقكم في لحظات الهروب نحو البهجة.

مهمة مستحيلة بعمر 93

حس فكاهي صارخ وكوميديا ارتجالية لا تعتمد على المواقف الساذجة أو المبتذلة، هو ما يجعل فيلم “ثيلما” (Thelma) للمخرج جوش مارغولين جديرا بالمشاهدة، خاصة وأنه استوحى بعضا منه من جدته التي تحمل الاسم نفسه وأهدى إليها العمل، الأمر الذي جعل الفيلم نابضا وشديد الصدق والحيوية.

يحكي الفيلم عن ثيلما/جون سكويب، الجدة التي تبلغ 93 عاما ويجمعها مع حفيدها العشريني الكثير من الصفات المشتركة الطفولية مما يُشكّل بينهما علاقة فريدة ومتينة رغم فارق السن، وهي العلاقة التي لم نعتد أن تُسلط السينما الضوء عليها بتلك المراحل العمرية للأبطال مما يجعله يُحسب لصانعيه.

وبسبب حسن نية البطلة تقع ضحية لعملية احتيال تُكلّفها 10 آلاف دولار، وبدلا من اللجوء للشرطة أو الاكتفاء بالحزن والغضب، تُقرر ثيلما الذهاب خلف السارق لمطاردته واستعادة أموالها، وهو ما تُحققه عبر مغامرة ممتعة وخفيفة الظل تُعيد إلى أذهاننا أجواء عمليات توم كروز المستحيلة. الفارق أن البطلة هذه المرة امرأة لا تقوى على القفز.

كبش فداء

بعد بزوغ صيت الذكاء الاصطناعي والأقاويل عن النية لاستبدال الإنسان بالتكنولوجيا كان لابد لصانعي السينما من إطلاق صرخة اعتراض على هذه الحال غير العادلة، وهو ما تحقق خلال فيلم “كبش فداء” (The Fall Guy) الذي أُسندت بطولته إلى رايان غوسلينغ وإيميلي بلانت.

يستعرض العمل قصة دوبلير ناجح بعمله ويحظى بحياة عاطفية مستقرة قبل أن يتعرّض لإصابة تُفقده كل شيء وتجعله يعتزل الجميع. لكنه يضطر للعودة بعد فترة إلى عالمه مرة أخرى حين يختفي النجم الشهير الذي اعتاد العمل كبديل له ويجد نفسه مُطالبا من الزملاء القدامى بالبحث عنه، وبالتزامن مع عملية البحث يحاول استعادة حبيبته أيضا.

ورغم تواضع السيناريو فإن العمل يُنصح بمشاهدته من مُحبي أفلام الكوميديا الخفيفة ذات الجرعة المناسبة تماما من الأكشن، إذ تمتع بأداء تمثيلي جيد مع إخراج أبرز الفكرة وانتصر للسينما والفنانين مؤكدا رفضه عملية الاستبدال وهو ما قُدّم بطريقة ذكية وساخرة في آن واحد.

بيتلجوس الشبح الذي سيضحكك

الضحك خوفا أو الرعب حتى القهقهة هذا هو حالك إذا قررت مشاهدة الجزء الثاني من فيلم “بيتلجوس بيتلجوس” (Beetlejuice Beetlejuice) الذي عُرض الأول منه عام 1988 وجاء الاثنان من إخراج تيم بورتون وبطولة وينونا رايدر ومايكل كيتون.

يمكن تصنيف العمل ضمن أكثر من فئة بين الفانتازيا والرعب والكوميديا السوداء التي لها مريدون عديدون. وفي هذا الجزء نشهد بطلته ليديا/وينونا رايدر بعد أن تُوفي والدها واضطرت للعودة رفقة ابنتها المُراهقة وزوجة والدها إلى منزل العائلة القديم من أجل مراسم التأبين، وهناك يعود قدرها للتقاطع مع الشبح بيتلجوس/مايكل كيتون الذي لا يزال يريد الزواج منها بعد كل تلك السنوات، وتتوالى الأحداث.

رغم سوداوية أعمال بورتون تظل لديه مَسحة ساخرة لا يمكن تجاهلها، لكنه لا يسخر من الآخر بقدر ما ستشعر أنه يسخر منك أنت نفسك. ورغم انتشار ظاهرة الأجزاء الجديدة للأعمال القديمة، فإنه نجح بتقديم عمل يُضيف لما سبق دون أن يجعلك تشعر بالملل أو الندم على سعر التذكرة.

وذلك لأسباب مختلفة على رأسها الاستغلال الجيد للمؤثرات البصرية دون زيادة أو نقصان وإضفاء بصمة بورتون البصرية المعهودة على الشاشة مع إضافة خطوط درامية جديدة جمعت بين الطرافة والأداء الجيد فيما حافظ النجوم القدامى على مستواهم التمثيلي.

أفضل عرض عيد ميلاد على الإطلاق

وأخيرًا، فيلم “أفضل عرض عيد ميلاد على الإطلاق” (The Best Christmas Pageant Ever) يعد خيارا مثاليًا للمشاهدة العائلية، خاصة مع الأطفال من سن 8 سنوات وما فوق، مع توصية بمرافقة الأهل لمن هم دون الـ12. هذا العمل حاز على استحسان النقاد باعتباره تجربة ممتعة ومثالية للتسلية العائلية، تجسد روح الأعياد بتوازن لطيف بين الفكاهة والدفء.

تدور أحداث الفيلم في إطار من المغامرات، بطولة 6 أشقاء بأعمار مختلفة يُصنّفهم الجيران والأصدقاء الأطفال الأسوأ في المنطقة كونهم عُرفوا بالفوضى وارتكاب الكثير من الأفعال الشريرة والأهم إفساد أعياد الميلاد السابقة. لكن تَسنح لهم فرصة تبرئة سُمعتهم حين يُسند إليهم إقامة عرض عيد الميلاد في الكنيسة، فهل يستغلّونها ويُبيّضون وجه العائلة أم يتمادون في الشغب؟

“أفضل عرض عيد ميلاد على الإطلاق” مُقتبس بالأساس من كتاب صدر عام 1972 بعنوان “أسوأ الأطفال في العالم” وبفضل المعالجة الجيدة من قِبل المخرج دالاس جينكينز تحولّت الحكاية إلى عمل درامي مُريح ودافئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى