“الورشة” يفك شفرة الارتجال.. كيف تطور مهاراتك الإبداعية؟
يعد فن الارتجال من أصعب وأهم المهارات التي يحتاجها الفنان، إذ يتطلب قدرة عالية على التفكير السريع والإبداع اللحظي، ويحتاج إلى تمارين منتظمة وممارسة دائمة لتطوير قدرات المؤدي على الاستجابة السريعة.
وللوقوف على أهمية الارتجال في الدراما عموما تناول برنامج “الورشة” -الذي يبث على منصة “الجزيرة 360”- في حلقته الجديدة بقيادة الفنان الكوميدي أحمد أمين موضوع فن الارتجال وأهميته في الأداء المسرحي والكوميدي، مستعرضا أساليب تطوير هذه المهارة وتأثيرها على الأداء الفني.
وأكد أمين أن الارتجال مثل “عضلة” تحتاج إلى تدريب مستمر، موضحا أن النتائج لا تظهر من أول محاولة، بل تتطور مع الممارسة المنتظمة، تماما مثل التدريب البدني للرياضيين.
وأوضح أن التدريب على الارتجال يشبه التدريب الرياضي، من حيث الحاجة إلى نظام منتظم وتمارين محددة، مشيرا إلى أهمية “اللياقة الذهنية” في تطوير قدرات الارتجال، إذ يساعد التدريب المنتظم على تنشيط مراكز معينة في المخ تتعلق بالإبداع والاستجابة السريعة.
وتطرق البرنامج إلى الفرق بين نوعين من الارتجال: الأول يتم في إطار سياق محدد ومتفق عليه مسبقا، والثاني يكون من دون أي قيود أو إطار مسبق، إذ يتم خلق القصة من العدم.
ونبّه أمين إلى أهمية التعاون بين المؤدين في مشاهد الارتجال، مؤكدا أن نجاح المشهد المرتجل يعتمد على مدى تفاهم وانسجام المشاركين فيه.
جزء من الحياة اليومية
وأشار البرنامج إلى أن الارتجال ليس مقتصرا على المسرح أو الكوميديا فقط، بل هو جزء من حياتنا اليومية، إذ نواجه مواقف غير متوقعة تتطلب منا استجابات سريعة وحلولا مبتكرة، وضرب مثالا بالمواقف اليومية مثل تعطل السيارة أو مواجهة مشكلة غير متوقعة في العمل.
ولفت أمين إلى أهمية التركيز في كل التفاصيل في أثناء الارتجال، من حيث الانتباه للمكان المحيط، وشكل المؤدي، وما يقوله الزملاء، مؤكدا أن المخ يحتاج إلى الإحساس بواقعية الموقف حتى يستطيع إنتاج استجابات حقيقية ومقنعة.
وقدم البرنامج مقارنة بين الارتجال في المسرح ومباريات كرة القدم، موضحا أن اللاعبين -رغم عدم وجود سيناريو مكتوب للمباراة- يتصرفون وفق قوانين محددة ويرتجلون حركاتهم وقراراتهم بناء على مجريات اللعب.
وشدد البرنامج على أهمية التدريب المستمر على الارتجال، مشيرا إلى أنه مهارة يمكن تطويرها مع الوقت والممارسة، وأن نجاح الارتجال يعتمد على عدة عوامل، منها فهم قوانين الارتجال، والتعاون مع الزملاء، والقدرة على التركيز والملاحظة، والاستجابة السريعة للمواقف المختلفة.