اخر الأخبار

تشييع جثمان مازن الحُمّادة الذي فضح سجون الأسد وقضى فيها

دمشق- شيع مئات السوريين اليوم الخميس جثمان الناشط السوري المعارض مازن الحُمّادة الذي عثر على جثته قبل أيام مع عشرات الجثث، التي تعود لسجناء من سجن صيدنايا سيئ الصيت، أعدمهم النظام قبل سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وانطلق التشييع من مستشفى المجتهد قرب حي الميدان الدمشقي عند التقاطع مع شارع خالد بن الوليد، وعرفت هذه المناطق المظاهرات المناهضة لحكم الأسد منذ بدء الاحتجاجات عام 2011.

وردد المشيعون هتافات الثورة، لتُسمع في شوارع دمشق الرئيسية وساحاتها، على مرأى من الجميع. بأصوات مبحوحة، وبكاء حاضر، يحمل المشيعون صورا لشهداء ومغيبين سوريين، لتخليد ذكراهم، يهتفون “دمّ الشهيد.. مو نسيانينو”، و”أم الشهيد كلنا ولادك”.

الثورة والنصر

وأقيمت صلاة الجنازة في جامع عبد الرحمن بن عوف قرب المستشفى، وانطلق موكب التشييع هبوطا باتجاه محطة الحجاز في شارع النصر، المطلّة على شارع الثورة لتكتسي الأماكن بمسمياتها.

كما مرّ التشييع قرب قصر العدل، وأصوات المتظاهرين تطالب بالقصاص من رموز النظام القاتل، مرددين “والله لنأخد بالتار، من ماهر ومن بشار”، “الشعب يريد إعدام الأسد”.

 

اعتقال فرحيل ثم عودة مفاجئة

واعتقل النظام مازن الحُمّادة مع بداية الثورة عام 2011 عدة مرات قبل أن يطلق سراحه بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب ليتوجه إلى أوروبا ويحصل على اللجوء في هولندا، وعاد إلى سوريا مجددا منذ 4 أعوام ليجدد النظام اعتقاله قبل العثور على جثته الاثنين الماضي.

من تشييع جنازة مازن الحمادة في دمشق (الجزيرة)

الحُمّادة المنحدر من محافظة دير الزور شرق سوريا وكان يعمل في شركة نفط أجنبية قبل اعتقاله عام 2011، اشتهر بعد تقديم شهادته أمام عدسات وسائل إعلام وكذلك في أفلام وثائقية ومؤتمرات عن المعتقلين والمختفين قسريا في سجون الأسد شرح فيها ظروف الاعتقال والتعذيب الوحشية والمسالخ البشرية الموجودة في سجون الأسد، كما كان مساهما في إجراءات دولية لمحاكمة نظام الأسد.

وأمضى الحُمّادة ما يقارب 3 سنوات في سجون الأسد، وبعد إطلاق سراحه عام 2014، قدم شهادته التفصيلية في أنحاء العالم على التعذيب الذي تعرض له في سوريا قبل أن يستقل الطائرة فجأة عام 2020 عائدا إلى دمشق، حيث اختفى فور وصوله إلى المطار.

وبعد تقديم شهادته الشهيرة أطلق ناشطون عليه لقب “الميت المتكلم” وأعادوا ذلك، لأنه نجا من الموت الذي يهدد أي معتقل في سجون الأسد، وكذلك لتعابير وجهه الجامدة والحزينة والآثار النفسية التي خلفها فيه التعذيب في سجون النظام.

وقالت الصحفية ورد نجار تعليقا على العثور على جثة مازن الحُمّادة “قتلوا مازن حمادة عدة مرات.. مات قلبه وعقله وشعوره كل على حدة.. والآن بعد سقوط الطاغية وجلاديه، انتشرت صورة جثة مازن فأدركنا أنه مات جسدا ولكن لم ولن تموت ذكراه فينا بل وحتى سنخلّدها للأجيال القادمة”.

وتبقى قصة قرار عودة الحُمّادة إلى سوريا مجددا بعد ما تعرض له من تعذيب في سجون الأسد لغزا لم يقدم أي من المقربين له حتى اليوم إجابة شافية عنه، فبينما يقول بعضهم إنه عاد إلى سوريا لزيارة عائلته بعد حصوله على “الأمان” وتطمينات من نظام الأسد بأنه لن يمسه، أشار البعض إلى أنه كان يعاني حالة اكتئاب حادة عند اتخاذه القرار وهذا ما ظهر في مقاطع فيديو وأكثر من بث مباشر ظهر فيها قبل عودته إلى سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى