خاصماسك يقلب الطاولة.. مشروع جديد لإصلاح الحكومة الفيدرالية
في حلقة من برنامج “أميركا اليوم” على قناة سكاي نيوز عربية، ناقش جيمس بتلر، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، وتوم ديل بيكارو، الرئيس السابق للحزب الجمهوري في ولاية كاليفورنيا، تفاصيل هذا المشروع الذي يهدف إلى تقليص البيروقراطية الحكومية الأميركية بشكل كبير.
وزارة الكفاءة الحكومية: خطة لتقليص الموظفين وتخفيض النفقات
وأوضح ماسك ورامسوامي في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مشروعهما يتضمن تسريح عدد كبير من الموظفين الحكوميين وتخفيض ميزانيات الحكومة الفيدرالية بشكل كبير.
يهدف المشروع إلى توفير مئات المليارات من الدولارات في النفقات الحكومية، بالإضافة إلى التخلص من البيروقراطية التي يعتقد ماسك أنها تشكل تهديدًا وجوديًا للديمقراطية الأميركية.
وفي حديثه على الهواء، أشار توم ديل بيكارو إلى أن هذا المشروع قد يفضي إلى إغلاق عدد من الوكالات الحكومية أو تقليص حجمها بشكل جذري، مما سيؤثر على آلاف الموظفين.
الإجراءات التنفيذية: هل يمكن تنفيذ هذه الخطة؟
وعن كيفية تنفيذ هذه الخطة، في ظل أن إنشاء وزارة الكفاءة الحكومية يتطلب موافقة من الكونغرس الأميركي، بالإضافة إلى هياكل إدارية معقدة. من جانبه، قال جيمس بتلر إنه من غير المؤكد أن تكون هذه الخطة قابلة للتنفيذ فورًا، مشيرًا إلى أن تصغير حجم الحكومة يمكن أن يتسبب في مشاكل هيكلية، مثل فقدان الخبرات اللازمة داخل الحكومة.
وأضاف بتلر أن أي إجراءات يجب أن تتم بشكل تدريجي، وأن تخفيض أعداد الموظفين يجب أن يتم بعد دراسة دقيقة لضمان عدم التأثير على كفاءة الأداء الحكومي.
خفض الإنفاق: هل يمكن تحقيق توفير تريليوني دولار؟
فيما يتعلق بخفض الإنفاق، أشار رامسوامي إلى أن الميزانية الفيدرالية الأميركية تتجاوز 65 تريليون دولار سنويًا، وهو ما دفعه هو وماسك إلى التفكير في خفض نحو تريليوني دولار على مدى 4 سنوات.
هذه الأرقام الكبيرة تطرح تساؤلات حول مدى تأثير ذلك على الخدمات الحكومية الأساسية.
في هذا السياق، قال ديل بيكارو إنه من المحتمل أن تشمل هذه التخفيضات إغلاق الوكالات الحكومية أو تقليص حجمها، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان العديد من الوظائف.
وفي نفس الوقت، أكد أن أي تغييرات ستتطلب وقتًا طويلًا، وتحتاج إلى تعاون الكونغرس للنجاح.
المقاومة القانونية: هل سيتوقف مشروع وزارة الكفاءة؟
أحد التحديات الكبيرة التي قد تواجه هذه الخطة هي القوانين الأميركية التي تنظم كيفية عمل الحكومة الفيدرالية. أشار توم ديل بيكارو إلى أن أي تغييرات جذرية في هيكل الحكومة قد تواجه مقاومة قانونية شديدة.
كما أوضح أن أي مشروع يتطلب موافقة من الكونغرس من أجل أن يصبح قانونًا معتمدًا. ورغم أن ماسك ورامسوامي يمكن أن يقدما توصيات، فإن نجاح المشروع يعتمد في النهاية على قدرة الرئيس ترامب على التأثير على الكونغرس لإقرار التشريعات اللازمة.
آراء مختلطة حول جدوى خطة ماسك ورامسوامي
تباينت آراء الضيوف حول جدوى هذه الخطة. جيمس بتلر أبدى بعض التحفظات، مشيرًا إلى أن الخطة قد تكون مبالغًا فيها إذا تم تنفيذها بشكل مفاجئ أو بدون دراسة وافية للأثر الاجتماعي والاقتصادي.
بالمقابل، ديل بيكارو أعرب عن تأييده للفكرة، معتبرًا أن تقليص حجم الحكومة وتقليص البيروقراطية سيحقق كفاءة أكبر ويعزز الاقتصاد الأميركي على المدى الطويل.
الخطوات القادمة: هل ستغير الحكومة الفيدرالية الأميركية؟
ختم جو تابت النقاش بسؤال حول الخطوات القادمة لتفعيل هذه الخطة الطموحة، حيث أكد الضيفان أن الأمر سيأخذ وقتًا طويلاً وأن أي تغيير حقيقي سيعتمد على التعاون بين الإدارات المختلفة في الحكومة الأميركية.
وأضاف ديل بيكارو أنه قد تكون هناك بعض العقبات السياسية، ولكن مع وجود الإرادة السياسية الكافية، قد يتم تنفيذ هذه التغييرات التدريجية في المستقبل القريب.
تحديات التنفيذ والتأثير على الاقتصاد الأميركي
يبقى أن نرى ما إذا كانت الخطة التي يقودها إيلون ماسك وفيفيك رامسوامي ستتمكن من تحقيق الأهداف المعلنة بشأن تقليص حجم الحكومة وتقليص النفقات. رغم أن الفكرة تحمل آمالًا كبيرة في تقليل البيروقراطية وتوفير مليارات الدولارات، إلا أن تنفيذها على أرض الواقع سيكون مليئًا بالتحديات السياسية والقانونية التي قد تؤثر على فعالية تنفيذ هذه الخطة.