أكدت دراسة حديثة أن الالتزام بمواعيد نوم منتظمة قد يكون أكثر أهمية من مدة النوم في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية. وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في نمط نومهم يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بهذه الأمراض، حتى لو كانوا يحصلون على عدد ساعات النوم الموصى بها.
شملت الدراسة بيانات 72، 269 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عامًا، لم يكن لديهم تاريخ سابق بأمراض القلب. ارتدى المشاركون أجهزة لتتبع نومهم لمدة أسبوع، وتم تقييم أنماط نومهم باستخدام مؤشر انتظام النوم (SRI) الذي يقيس تباين أوقات النوم والاستيقاظ ومدتهما.
تم تصنيف المشاركين إلى ثلاث مجموعات:
نمط نوم غير منتظم للغاية (درجة SRI أقل من 71.6).
نمط نوم غير منتظم إلى حد ما (درجة SRI بين 71.6 و87.3).
نمط نوم منتظم (درجة SRI أعلى من 87.3).
النتائج
الأشخاص ذوو أنماط النوم غير المنتظمة كانوا أكثر عرضة بنسبة 26% للإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبات القلبية مقارنة بالمجموعة ذات النوم المنتظم.
الأشخاص غير المنتظمين إلى حد ما كانوا أكثر عرضة بنسبة 8% للإصابة بتلك الأمراض.
أظهرت النتائج أن النوم المنتظم يزيد من الالتزام بمعدل النوم الموصى به، حيث بلغت النسبة 61% لدى من ينامون بانتظام مقارنة بـ 48% لغير المنتظمين.
أوضحت الدراسة أن اضطراب النوم يرتبط بمستويات مرتفعة من بروتين CRP، وهو مؤشر على الالتهابات التي تؤثر على صحة القلب. كما قد يؤثر النوم غير المنتظم على الهرمونات المسؤولة عن الشهية، مما يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة السكرية، وبالتالي يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
توصيات الخبراء
أكد الباحثون من جامعة أوتاوا أن انتظام النوم قد يكون عاملاً أكثر أهمية من مدته في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية. وأضافت إميلي ماكغراث، ممرضة كبيرة بمؤسسة القلب البريطانية:
“النتائج تشير إلى ضرورة إعطاء الأولوية لنمط نوم منتظم. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم العلاقة الدقيقة بين النوم وصحة القلب والدورة الدموية”.
النوم المنتظم ليس مجرد رفاهية بل ضرورة لصحة القلب. ويدعو الخبراء إلى مراجعة عادات النوم وتجنب العوامل التي تعرقل انتظامه، لما لذلك من تأثير مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية.
