حرمان الدكتور بيتر دازاك من التمويل الحكومي الأمريكي
تم حرمان الدكتور بيتر دازاك، عالم الحيوان البريطاني المعروف، من الحصول على تمويل حكومي أمريكي بعد تورطه في تجارب مثيرة للجدل قد تكون السبب في نشأة وباء كوفيد 19. دازاك، الذي كان يشغل منصب رئيس مؤسسة “إيكوهيلث”، خضع لعقوبات شديدة بعد تحقيق استمر لمدة ثمانية أشهر. تم حظر مؤسسة “إيكوهيلث” من تلقي أي تمويل حكومي لمدة خمس سنوات بسبب انخراطها في أبحاث خطيرة على فيروس كورونا، والتي قد تكون مرتبطة بنشوء الفيروس.
التعاون مع معهد ووهان للفيروسات
كان الدكتور دازاك قد تعاون مع العلماء في معهد ووهان للفيروسات في الصين في أبحاث تتعلق بفيروسات كورونا التي تصيب الخفافيش. هذه الأبحاث شملت تجارب “إضافة الوظيفة” التي تهدف إلى زيادة قدرة الفيروسات على الانتقال أو التسبب في أضرار أكبر. وعلى الرغم من المخاوف الكبيرة من أن هذه الأبحاث قد تسهم في انتشار فيروس كوفيد 19، استمر الدكتور دازاك في تقديم تبريرات حول سلامة هذه التجارب.
المعهد ووهان والفيروسات الخطيرة
المعهد الصيني كان قد حصل على تمويل أمريكي في عام 2014 لتأسيس مشروع بحثي تحت عنوان “فهم مخاطر ظهور الفيروسات التاجية التي تصيب الخفافيش”، بهدف دراسة الفيروسات التي قد تنتقل من الخفافيش إلى البشر. لكن في عام 2014 تم حظر إجراء تجارب “إضافة الوظيفة” بسبب مخاوف من أن تلك التجارب قد تجعل الفيروسات أكثر خطرًا على البشر. ومع ذلك، استمر المعهد في إجراء تجارب مشابهة على الرغم من الحظر.
التحقيقات الأمريكية وأدلة حول احتمال نشأة الفيروس
بحلول عام 2021، أظهرت التحقيقات الأمريكية أن ثلاثة باحثين في معهد ووهان للفيروسات طلبوا العلاج في المستشفى في نوفمبر 2019، قبل أسابيع من الإعلان الرسمي عن تفشي فيروس كوفيد 19. وكانت هذه الحادثة بمثابة أحد الأدلة التي تشير إلى أن فيروس كوفيد 19 قد نشأ من تسرب في المعمل. وقد كشفت المخابرات الأمريكية عن هذه المعلومات بعد تحقيقات متعمقة في الأحداث التي سبقت تفشي الوباء.
قرار الحظر وأثره على مؤسسة “إيكوهيلث”
في خطوة حاسمة، قررت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية حظر الدكتور بيتر دازاك ومؤسسة “إيكوهيلث” من تلقي أي تمويل حكومي لمدة خمس سنوات. وقد أكد جايمس كومر، رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب الأمريكي، أن هذا القرار هو انتصار لسلامة المواطنين في جميع أنحاء العالم. وأضاف أن هذا القرار يهدف إلى ضمان عدم استخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل أبحاث قد تكون لها آثار كارثية على الصحة العامة.
استمرار الجدل حول أصل الفيروس
رغم الأدلة المتزايدة على ارتباط فيروس كوفيد 19 بأبحاث معهد ووهان، ما زال هناك بعض العلماء الذين يؤكدون أن الفيروس قد نشأ من مصدر حيواني طبيعي. حتى الآن، لم يتم العثور على دليل حاسم يؤكد الأصل الحيواني للفيروس، مما يترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من التحقيقات. وتشير بعض الأدلة إلى أن معهد ووهان قد جمع أكثر من 220 فيروسًا مرتبطًا بفيروسات سارس التاجية، بما في ذلك أكثر من 100 فيروس لم يتم الإعلان عنها.
الدور الحيوي للأبحاث والمساءلة
من خلال التحقيقات المستمرة والضغط من المشرعين وصانعي السياسات، تم التأكد من أن دافعي الضرائب الأمريكيين لن يكونوا مجبرين على تمويل المزيد من الأبحاث التي قد تشكل تهديدًا للصحة العامة. وفي تصريحات له، أكد جاستين جوودمان، نائب المدير الأول لمشروع “وايت كوت ويست”، أن “من الأفضل أن يأتي هذا القرار متأخرًا من أن لا يأتي على الإطلاق”.
مستقبل الأبحاث العلمية في ظل العقوبات
في الوقت نفسه، يبدو أن معهد ووهان للفيروسات قد يواجه تحديات جديدة في الحصول على تمويل أمريكي بعد أن تم حظره في 2023 لمدة عشر سنوات بسبب اتهامات بتورطه في إجراء تجارب خطيرة على الفيروسات التاجية. كما أن الدكتور بيتر دازاك قد توقف عن العمل في مؤسسة “إيكوهيلث” في يناير 2025، مما يعكس نهاية مرحلة جديدة في هذا الملف المثير للجدل.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
