وفاة أحمد عدوية.. الأب الروحي للأغنية الشعبية المصرية
توفي قبل قليل المغني الشعبي المصري أحمد عدوية، عن عمر ناهز 79 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. وأعلن نجله الفنان محمد عدوية خبر الوفاة، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، حيث نشر صورة تجمعهما وعلق قائلا: “الله يرحمك يا بابا.. رحم الله طيب القلب.. حنون القلب.. جابر الخواطر”.
أحمد عدوية، الذي يُعد أحد أبرز رموز الغناء الشعبي المصري، ترك إرثا فنيا كبيرا بأغانيه التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الموسيقى الشعبية، بفضل صوته المميز وأسلوبه الفريد. وشارك الراحل في عديد من الأفلام السينمائية التي تضمنت أغانيه الشهيرة، مما جعل اسمه محفورا في ذاكرة الفن المصري.
كان الفنان الراحل قد عانى الفترة الأخيرة وعكة صحية استدعت تدخل الأطباء، إلا أن حالته الصحية تدهورت مؤخرا. ووفقا لمصادر محلية، فقد صرح ياسر حسانين، مدير أعمال محمد عدوية، بأن الفنان الكبير توفي صباح اليوم، داعيا الجميع للدعاء له.
وكان آخر ظهور جماهيري للفنان أحمد عدوية كان في يوليو/تموز الماضي، حين أحيا حفلا غنائيا برفقة نجله محمد في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية (دلتا مصر) وسط حضور جماهيري كبير. أما آخر أعماله الفنية، فكانت أغنية “على وضعنا”، التي جمعته بنجله والفنان محمد رمضان.
ويشكل رحيل عدوية خسارة كبيرة للفن الشعبي المصري، إذ نعاه جمهوره ومحبوه في مصر والوطن العربي، مؤكدين أن إرثه الفني سيظل خالدا في قلوب الملايين.
النشأة
وُلد أحمد محمد مرسي العدوي، الشهير بأحمد عدوية، يوم 26 يونيو/حزيران 1946 بمحافظة المنيا، لأسرة مكونة من 14 أخا وأختا، وكان ترتيبه قبل الأخير. نشأ في بيئة بسيطة، حيث كان والده يعمل تاجر مواشٍ. بدأ مسيرته الفنية بالغناء في الأفراح والمقاهي، خاصة في شارع محمد علي بالقاهرة، المعروف بكونه مركز الموسيقى الشعبية في مصر، قبل أن تبدأ شهرته بالانتشار عام 1972.
البداية الفنية
كانت نقطة انطلاق عدوية الكبرى في حفل ذكرى زواج الفنانة شريفة فاضل، حيث لفت الأنظار بموهبته، مما دفع البعض لعرض العمل عليه.
لاحقا، سجّل عدوية أول إسطوانتين مع شركة “صوت الحب”، وهكذا بدأت شهرته بالتصاعد. أصبحت أغانيه جزءا لا يتجزأ من ذاكرة المصريين، وحققت أعماله مثل “زحمة يا دنيا زحمة” و”بنت السلطان” نجاحا استثنائيا، مما جعله رمزا للأغنية الشعبية المصرية في سبعينيات القرن الماضي.
دعم كبار الفنانين
حظي عدوية بتقدير كبار الموسيقيين في عصره، مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، الذين أثنوا على موهبته وصوته الفريد. وكانت للأغاني التي قدمها بصمات دائمة في مجال الغناء الشعبي، مما جعله يُلقب بـ”الأب الروحي” لهذا اللون الغنائي، إذ مهد الطريق لنجوم مثل حكيم وغيرهم.
تجربته السينمائية
رغم نجاحه في مجال الغناء، فلم تلق أدواره السينمائية النجاح ذاته، إذ اقتصرت مشاركاته في الأفلام على تقديم أغانيه الشهيرة وبعض الأدوار الكوميدية. شارك في أكثر من 27 فيلما مصريا، أبرزها “أنا المجنون” و”البنات عايزة إيه”.
العودة إلى الأضواء
بعد غياب طويل عن الساحة الفنية دام أكثر من 10 سنوات خلال فترة التسعينيات، عاد أحمد عدوية تدريجيا في مطلع الألفية الجديدة من خلال لقاءات تلفزيونية وحفلات، ثم عاد بقوة عام 2010 عندما قدم أغنية “الناس الرايقة” مع الفنان رامي عياش. كما شارك في أغنيات أخرى مع نجله محمد عدوية، الذي ورث موهبة الغناء عن والده.
ترك عدوية إرثا فنيا كبيرا، إذ يعتبر من أعمدة الغناء الشعبي المصري. وتعد أشهر أغانيه مثل “بنت السلطان” و”سلامتها أم حسن” و”سيب وأنا أسيب” أيقونات في عالم الأغنية الشعبية. ورغم رحيله، فستظل أغانيه وأعماله خالدة في ذاكرة محبيه.