ينفذها معهد القراءات بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص..رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يعلن إطلاق استراتيجية حول تفسير القرآن أربعة برامج في التفسير تعضدها حزمة برامج إعلامية قرآنية متنوعة
المنامة في 30 ديسمبر/ بنا / أعلن معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إطلاق استراتيجية للعناية بفهم القرآن الكريم وتدبره في المجتمع البحريني، ترتكز على أربعة برامج متكاملة فيما بينها؛ وهي: برنامج مجالس التفسير، برنامج تعاهد القرآن الكريم، برنامج إعداد المفسِّر، وبرنامج تفسير القرآن الكريم كاملاً لعامة الناس، إلى جانب حزمة من البرامج الإعلامية القرآنية المتنوعة.
وأشار معاليه إلى أن معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم سيتولى تنفيذ هذه الاستراتيجية بإشراف الأمانة العامة للمجلس، وبالتعاون مع الإدارات المعنية في وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف: (إدارة شئون القرآن الكريم، إدارة الشئون الدينية، إدارة الأوقاف السنية، إدارة الأوقاف الجعفرية، مركز أحمد الفاتح الإسلامي)، وبالتعاون أيضًا مع وزارة الإعلام والمؤسسات الحكومية الأخرى، والقطاع الخاص.
وأكد معاليه أن إطلاق هذه الاستراتيجية يأتي في ضوء التوجيهات السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بالاهتمام الدائم بالقرآن الكريم، والعمل على تعزيز مخرجاته والبرامج المرتبطة به؛ إيمانًا بمكانته السامية في نفوس المسلمين، وأثره العميق في حياتهم، وفي بناء منظومة قيمهم، وتهذيب سلوكهم، وتوجيههم إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم.
وذكر معاليه أن تنفيذ هذه الاستراتيجية سيكون حلقة أخرى مضيئة لسلسلة الإنجازات المباركة في مجال خدمة القرآن الكريم، مشيدًا في هذا السياق بما توليه الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، من اهتمام بمثل هذه البرامج الطيبة، وما تبذله من جهود متوالية في هذا المجال.
والجدير بالذكر أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كان قد أقر في جلسته الحادية والعشرين من دورته الخامسة التي انعقدت بتاريخ 19 نوفمبر 2024م استراتيجية مدتها خمس سنوات للتشجيع على العناية بفهم القرآن الكريم وتدبره في المجتمع البحريني، وإعداد كوادر علمية قادرة على النهوض بمشاريع مستقبلية في هذا المجال؛ وذلك من خلال سلسلة من البرامج والمحاضرات والدروس العلمية، والدورات التدريبية، وحلقات النقاش، والمواد الإعلامية المرئية والمسموعة التي تبث عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتهدف الاستراتيجية إلى توثيق ارتباط المسلمين بكتاب الله تعالى وتشجيعهم على العناية بفهمه وتدبره، وإلى تفسيره كاملاً لعموم الناس بأسلوب سهل ومبسِّط، وإعداد مجموعة متميزة من أصحاب الوظائف الدينية، وتشجيعهم على حفظ القرآن الكريم وتفسيره، وتفعيل دور المساجد والمؤسسات الدينية في تفسير القرآن الكريم ونشر العلم الشرعي. وترتكز الاستراتيجية على أربعة برامج متكاملة فيما بينها، وذلك على النحو الآتي:
– أولاً- برنامج مجالس التفسير: وهو العمود الفقري للاستراتيجية، وهو برنامج علمي لتفسير القرآن الكريم كاملاً بدءًا من سورة الفاتحة وانتهاءً بسورة الناس، وفق منهجية علمية منضبطة. ويتولى تقديمه مجموعة من العلماء المتخصصين والمشايخ المتميزين في هذا المجال. ويستهدف طلبة العلم الشرعي وأصحاب الوظائف الدينية من خطباء وأئمة ومعلمي القرآن الكريم وطلبة العلم الشرعي. ويقسم البرنامج إلى سلسلة مكوَّنة من ثلاثين دورة؛ انطلقت منها حتى الآن دورتان. وتقام دورة واحدة كل شهرين على مدى أربعة أيام. ويخصص نصيب كل دورة لتفسير جزء من القرآن الكريم، بحيث يتم الانتهاء من تفسير القرآن الكريم كاملاً خلال خمس سنوات إن شاء الله تعالى.
وقد حددت المنهجية التي يسير عليها العلماء المحاضرون في تقديم البرنامج في الآتي: اعتماد رواية حفص عن عاصم، الإشارة إلى المقاصد الكلية للسور، بيان معاني غريب الألفاظ، إبراز المعاني بناءً على الراجح من غير التطرق للخلاف، إلا في الخلاف المشتهر، ذكر بعض اللطائف القرآنية اللغوية والبلاغية ونحو ذلك، ذكر الأحكام والفوائد، اعتماد التفسير المحرَّر مرجعًا رئيسًا في التحضير والإعداد، الرجوع للمصادر الموثوقة للتفسير.
– ثانيًا- برنامج تعاهد القرآن الكريم: ويستهدف أصحاب الوظائف الدينية وطلبة الشرعي، الذي لم يتموا حفظ القرآن الكريم؛ لحثهم على إتمام حفظ القرآن الكريم وضبطه، بحيث تزيد نسبة الحفاظ في وسط هذه الفئة المهمة، وترتفع كفاءتهم وقدرتهم على القيام بمهمتهم الدعوية والتوعوية في المجتمع. ويهدف البرنامج كذلك إلى حث الأئمة على تنويع المقروء في الصلوات الجهرية؛ ليتحصل للمصلين سماع أكبر قدرٍ من سور القرآن الكريم وآياته. وتشجيعهم على ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان المبارك.
– ثالثًا- برنامج إعداد المفسِّر: يتم في هذا البرنامج انتقاء عدد من أصحاب الوظائف الدينية وطلبة العلم الشرعي بالتنسيق مع الإدارات المعنية في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، ومتابعتهم لحضور مجالس التفسير، والالتحاق ببرنامج تعاهد القرآن الكريم، والانتظام في برنامج الإعداد الخاص بهم والمكون من مجموعة من الدروس العلمية والدورات التدريبية القصيرة؛ تدرس فيها المقررات والموضوعات الآتية: مقدمات عامة في علوم القرآن، أصول التفسير، قواعد التفسير وكلياته، أسباب النزول وأثرها في التفسير، أحوال النزول وملابساته، تاريخ التفسير ومناهج المفسرين، آيات الأحكام الشرعية، الناسخ والمنسوخ، فضائل القرآن، القراءات ذات الأثر في التفسير، كليات عامة في النحو والصَّرف والبلاغة، حروف المعاني التي يحتاج إليها المفسِّر، التفسير النبوي للقرآن الكريم.
– رابعًا- تفسير القرآن الكريم كاملاً لعامة الناس بأسلوبٍ سهل ومبسط، ويتولى تقديمه الملتحقون ببرنامج إعداد المفسِّر. وتشجيع عموم الناس على فهم معاني الكلمات واستيعاب المعنى الإجمالي للآيات وما ترشد إليه، دون التعمق في المسائل التفصيلية.
وتعضد هذه البرامج برامج إعلامية لإعادة بث مجالس التفسير في تلفزيون وإذاعة البحرين بالتعاون مع وزارة الإعلام، وكذلك في حسابات المعهد على وسائل التواصل الاجتماعي. إضافةً إلى إخراج مقتطفات من تفسير بعض آيات القرآن الكريم وإعادة نشرها.
ع.ب.ع, خ.س, s.a