اخر الأخبار

“يوم حاسم” لمفاوضات غزة وأجهزة أمنية إسرائيلية تحذر من صفقة جزئية

|

حذرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية اليوم نقلا عن مصادر أمنية رفيعة إسرائيلية من أن سعي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد صفقة تبادل يتم فيها إطلاق عدد محدود من الأسرى الإسرائيليين، ولمرة واحدة فقط سيعرض بقية الأسرى المتبقين بحوزة المقاومة الفلسطينية إلى الخطر.

وكشفت الصحيفة أيضا أن رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع سيسافر إلى الدوحة غدا الاثنين لعقد جولة مفاوضات حاسمة بوجود مبعوث الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك هناك.

ونقل تقرير للصحيفة لمراسلها السياسي إيتمار آيخنر والكاتبة عيناف حلبي أن الوسطاء أكدوا أن صفقة التبادل المرتقبة تمر بيوم حاسم بعد يوم من نشر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شريط فيديو للأسيرة الإسرائيلية لديها ليري ألباج (19 عاما)، والتي وجهت فيها انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية، متهمة إياها بالتقصير في السعي لتحرير الأسرى، كما وصفت الظروف الصعبة التي تعيشها.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو الذي دعا أعضاء الحكومة المصغرة، بالإضافة إلى رئيس حزب شاس أرييه درعي لاجتماع أمني مساء اليوم، قال عن هذا الاجتماع إنه لن يناقش قضية الصفقة.

ولكن تقريرا آخر للمراسل العسكري للصحيفة والصحفي الاستقصائي رونين بيرغمان سلط الضوء على تقديرات أمنية، تؤكد أن “صفقة التبادل قد تكون الوحيدة وتستمر لفترة طويلة دون التوصل لاتفاق شامل، وهو ما من شأنه أن يعرض أولئك الذين تركوا وراءهم للخطر”.

وأورد الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي، ما قاله المقدم (احتياط) الدكتور أمير بلومنفيلد، الرئيس السابق لفرع الصدمات في مقر المؤسسة الطبية العسكرية الإسرائيلية من أن “وضع المختطفين حرج ومهدد للحياة. كل يوم يمر يؤدي إلى تفاقم معاناتهم ويزيد من خطر التعرض لضرر أو وفاة لا رجعة فيه، ويزيد معدلات الاعتلال والوفيات”.

وأضاف أن “الأسر المطول والظروف التي يعاني منها المختطفون ليست أزمة إنسانية فحسب، بل هي أيضا حالة طوارئ صحية حرجة تتطلب اتخاذ إجراءات فورية”، على حد قوله.

هوة واسعة

وقال بلومنفيلد في خلاصة دراسة مفصلة عن وضع المحتجزين “علينا أن نخرج مصطلح الاتفاق الإنساني من رؤوسنا، وهو ما ربما كان مناسبا منذ عدة أشهر، ولكنه الآن أصبح قضية إنسانية، وكل يوم يمر يشكل خطرا واضحا ومباشرا على حياته”.

غير أن أهم ما لفت إليه التقرير، هو ما قاله مسؤولان رفيعان مطلعان على عمل فريق التفاوض، ومصادر في مكتب نتنياهو تتعامل مع القضية، إن “الهوة بين الطرفين لا تزال واسعة وعميقة بين طرفي التفاوض، وحتى فيما يتعلق بما يسمى بالاتفاق “الإنساني” الأول، الذي يبدو أن معظم تفاصيله قد تم الاتفاق عليها خلال العام الماضي، اتضح أنه لم يتم الاتفاق على أي شيء تقريبا”.

كما نقل عن مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي قوله: “لذلك، يجب أن يكون واضحا للجمهور وللعائلات، أنه عندما نتحدث عن صفقة الآن، فهي صفقة صغيرة جدا، وليست صفقة شاملة، كما أنها ليست خطوة واحدة من عدة خطوات مخطط لها”.

وأضاف المصدر أن “مثل هذه الصفقة يمكن أن تضع الجميع في مسار أحادي الاتجاه، وإذا تم تحقيقها، ستكون الوحيدة لفترة طويلة جدا من الزمن، وبعد ذلك ليس من المؤكد أنه سيكون هناك أي شخص سيتبقى للإفراج عنه”.

كما أكد من خلال ما سمعه عن مشاركين في المفاوضات وجمع المعلومات الاستخباراتية حول الأسرى الإسرائيليين قولهم، على أن “هناك إجماع واسع يتقاسمه كبار المسؤولين (ويبدو أنه ليس من قبل الأشخاص الذين عينهم نتنياهو للمفاوضات)، بأنه من الأفضل السعي فورا من أجل صفقة واحدة شاملة، الكل مقابل الكل، حتى لو تضمن ذلك إنهاء الحرب ولو من ناحية إعلامية فقط”.

ونقل عن مسؤولين في جيش الاحتلال أن إسرائيل لن تواجه بعد ذلك مشكلة في العودة إلى العمل في قطاع غزة.

التأجيل يعقد القضايا

واعتبر المسؤولون العسكريون الذين التقاهم زيتون أن تأجيل مناقشة القضايا الرئيسية، لا يقرب من حلها، بل قد يكون العكس هو الصحيح، مشيرا إلى أن إطلاق سراح عدد قليل من المحتجزين سيخفف الضغط الشعبي والدولي على حكومة نتنياهو، ولكن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين ذوي المكانة العليا في حماس، إلى جانب وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، سيمنح حماس استراحة تجعلها قادرة على استئناف القتال، وفقا للمسؤولين.

وأكدوا كذلك أن حماس لن توافق على أي اتفاق ما لم يشمل انسحابا إسرائيليا من قطاع غزة أو معظمه، وإنهاء الحرب والإفراج الجماعي عن الأسرى.

كما أشاروا أيضا إلى أن “التوصل لصفقة صغيرة سيؤدي إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق معينة وتخفيف الضغوط على حماس، وسيجعل قابليتها لتقديم التنازلات أقل في المفاوضات اللاحقة”، بحسب قولهم.

ولفت التقرير إلى أن تكتيك نتنياهو بالإصرار على عدم مناقشة الجزء الثاني من الصفقة التي تتضمن الانسحاب وإنهاء الحرب، إلا في منتصف المرحلة الأولى فقط، سيمكنه من إخبار شركائه في أقصى اليمين بأنه لا ينوي تجاوز المرحلة الأولى.

ولذلك فإن التقرير يرى أن إرفاق فريق نتنياهو التفاوضي لقائمة كبيرة بأسماء الذين تطالب إسرائيل بالإفراج عنهم كجزء من الاتفاق الإنساني، هي لإدراكه بأنه لن تكون هناك مرحلة ثانية من الصفقة.

وختم المراسل العسكري تقريره نقلا عن مصدر عسكري رفيع قوله “أولئك الذين يتعاملون مع القضية سيواجهون مشكلة كبيرة، سواء مع الرأي العام أو مع العائلات، وهذا الصراع الرهيب، نتيجة لاعتبارات سياسية ضيقة، يقسم العائلات ويضعفها أيضا”.

وعلق على ذلك قائلا “أصبح من الواضح، أن الأزمة التي كانت عالقة بالفعل في نفس المكان العام الماضي، لا زالت تراوح في مكانها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى