جنوب لبنان.. جبهة معلّقة على حِبال الخارج حتى إشعار آخر
في ظلّ واقع داخلي وخارجي لا يشي بأيّ تقديرات إيجابيّة، يتجه الوضع في لبنان نحو شلل غير مسبوق.
وفيما لا تزال الرئاسة في لبنان معلّقة حتى إشعار آخر، تقدّم نواب المعارضة بعريضة، طالبوا فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد جلسة مناقشة حول مسألة الحرب في الجنوب وتداعياتها. وتضمّنت العريضة اقتراحات ومطالب للمعارضة لاتخاذ إجراءات يتعيّن على المجلس مطالبة الحكومة بتنفيذها.
ومن أبرزها وضع حدّ للأعمال العسكرية التي تنطلق من الأراضي اللبنانية، وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه، وتكليف الجيش اللبناني بالتصدّي لأيّ اعتداء على الأراضي اللبنانية، والتحرّك على الصعيد الدبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة لعام 1949 وتطبيق القرار 1701.
تزامناً، لا يزال لبنان يرصد مجريات الحدث الانتخابي في الولايات المتحدة، في ظلّ تنحّي الرئيس الأمريكي جو بايدن عن المعركة الرئاسية، وخصوصاً أن انعكاس هذا الحدث يلامس بتداعياته الواقع اللبناني من خلال أمرين مباشرين، الأول، ترقب انعكاس تنحّي بايدن على الحرب في غزّة، التي لا بد من أن تظهر أول الأمر في نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لواشنطن، وهو أمر يعني لبنان مباشرة لأنّ انعكاساته سترتدّ على الوضع الميداني في جنوب لبنان وعلى المخاوف من اتساع الحرب.
والأمر الثاني، فيكمن في الرهانات والآمال لدى بعض أهل السلطة والسياسيين في لبنان على استئناف المهمّة المكّوكية للمبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين من أجل تبريد الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، وإطلاق المفاوضات بشأن الحدود البرية بين البلدين.
الميدان جنوباً
ولا يزال الوضع جنوب لبنان طاغياً على ما عداه، من زاوية رصد المواجهات على الأرض بين إسرائيل و«حزب الله»، ومن زاوية الاتصالات الجارية للتمديد لقوات الأمم المتحدة (اليونيفيل).
وكان وزير الخارجية والمغتربين، عبد الله بو حبيب، كشف أن ما لمسه خلال اتصالاته مع الأمريكيين والأوروبيين تشديدهم على أهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، فقد لمس أن التفاؤل يتقدم على التشاؤم في مسألة نشوب حرب واسعة في لبنان.