تدمير وتنكيل بالجثامين.. 16 ساعة من الجحيم عاشها مخيم طولكرم
23/7/2024–|آخر تحديث: 23/7/202409:34 م (بتوقيت مكة المكرمة)
روى سكان مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية كيف حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيمهم إلى “كومة دمار ومكان للتنكيل بالجثامين” في غضون 16 ساعة فقط، شهدت كثيرا من القصف والتدمير المتعمد.
وأسفرت العملية التي شنها جيش الاحتلال بالمخيم عن استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم سيدتان، و3 من قادة المقاومة البارزين، فضلا عن احتجاز جثامين 4 شهداء بينهم فتاة، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن الجثامين المحتجزة تعود لكل من “أشرف عيد زاهر نافع، ومحمد إبراهيم محمد عوض، ومحمد بديع محمد رضوان، وبيان محمد جمعة سلامة عيد”.
وتشمل هذه القائمة 3 من القيادات البارزة في المخيم، والذين نعتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان قائلة إن “عملية اغتيال جبانة نفذها جيش الاحتلال الإرهابي، طالت القائد المجاهد أشرف عيد نافع، قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في مخيم طولكرم، ورفاق دربه القادة في كتائب شهداء الأقصى (محسوبة على حركة فتح) محمد عوض ومحمد بديع”.
في حين أعلن الجيش الإسرائيلي -في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام (الشاباك)- أنه خلال حملة واسعة في طولكرم، قضى على أشرف نافع، و”مسلحين ينتمون إلى منظمات بالمنطقة، بينهم محمد عوض”.
ساعات من الموت
وما إن أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء انتهاء العملية التي بدأها في العاشرة من مساء الاثنين، خرج سكان المخيم ليعيشوا صدمة جديدة من حجم الدمار الذي لحق بالمخيم، والأضرار التي نتجت عن القصف بالمسيرات الإسرائيلية.
وبينما يلملم أحد السكان بعضا من بضاعته التي دمرت جراء تدمير واجهات المحل في شارع السوق بالمخيم، يحاول آخر مواساته قائلا “الله يعوض، الحمد لله على السلامة”.
ودُمرت عشرات المحال التجارية في المخيم، كما هدمت الكثير من الجدران الخارجية للمنازل بفعل الجرافات الإسرائيلية التي ألحقت الأضرار أيضا بالبنية التحتية للمخيم.
وقال شهود عيان إن تلك العملية العسكرية تسبب في “انقطاع المياه وشبكات الكهرباء والاتصالات وخدمات الصرف الصحي”.
عدوان يستهدف البشر والحجر.. دمار واسع يطال البنية التحتية في مخيم #طولكرم بعد اقتحام مستمر لساعات pic.twitter.com/5GgL51fetg
— قناة فلسطين اليوم (@Paltodaytv) July 23, 2024
تخريب ممنهج
وتساءلت أسماء الزبيدي (64 عاما)، بينما كانت تتفقد هي وطفلتها التي لم تتعد (10 سنوات) آثار الدمار الذي حل بمنزلها في حي الحمام بالمخيم، قائلة “بات المنزل آيلا للسقوط، ما الذنب الذي اقترفته حتى تأتي الجرافات، وتفعل ما فعلته؟
وأشارت إلى أنها غادرت المخيم أمس وعادت بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه، وقالت “عندما عدت لم أعرف أين مدخل المنزل الواجهات الخارجية مدمرة، كيف يمكن العيش لأطفال وأيتام في هكذا منزل؟”.
أما بسام قطاوي (76 عاما)، فحاول سرد تفاصيل ساعات التخريب في المخيم وهو يقف أمام منزله، وقال “فجر الثلاثاء بدأت جرافات إسرائيلية بتدمير حي الحمام، دخلت جرافة نوع دي 9، وشرعت بتدمير الشوارع وأعمدة الكهرباء وكل شيء، ثم بدأت بجرف المنازل بشكل متعمد من أجل التدمير فقط”.
وأضاف “لم ننم ليلتنا وكاد البيت يسقط فوق رؤوسنا، الرصاص يسمع بين الحين والآخر، وهناك طائرات مسيرة قصفت منزلا مجاورا”.
وتابع “هذه ليست المرة الأولى التي يتضرر فيها منزلي، ولكن هذه المرة الوضع مختلف.. دمار كبير وغير متصور”.
ناشطون فلسطينيون ينشرون فيديو يقولون إنه لجرافة تابعه لقوات الاحتلال تحمل جثامين الشهداء خلال اقتحام مخيم #طولكرم #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/y1AVppBJOH
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 23, 2024
تنكيل بجثامين
من جهته، وصف سائد فحماوي (46 عاما) ما حدث خلال تلك الساعات الـ16 بالمخيم بأنها “ساعات مرعبة”.
وقال “القوات الإسرائيلية دخلت من أجل التدمير والتخريب، حولت المخيم لكومة من الدمار والركام. في كل زقاق وشارع دخلته القوات، تعمدوا ضرب كل شيء”.
وأضاف فحماوي وهو من سكان حي الحمام “مشهد الشهداء محزن للغاية، قتلوا بقصف إسرائيلي ثم دخلت الجرافات ونكلت بجثامينهم، هذا المشهد لم يمر علينا هنا في الضفة”.
ورأى فحماوي أن ما حدث أظهر الجيش الإسرائيلي وكأنه “تعمد نقل ما يجري في قطاع غزة من مجازر وتدمير إلى الضفة ومخيمات الضفة تحديدا ولو بصورة أقل”.