أهمية الشراكات في مواجهة أزمة التغير المناخي
في الوقت الذي يحتاج العالم فيه للانتقال الطاقي بصورة ملحة، تواجه منطقة الشرق الأوسط مجموعة من التحديات المرتبطة بسرعة تحقيق أهداف الاستدامة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يشهد قطاع الطاقة في المنطقة تحولاً ضخماً من خلال التقدم العلمي والمواهب البشرية، مما يتيح فرصة مهمة للابتكار والتقدم، ويمهد الطريق لإتاحة الطاقة النظيفة للجميع في المستقبل.
لقد شهدنا خلال السنوات الماضية تحولاً كبيراً في منظومة الطاقة في المنطقة، بما في ذلك زيادة الوعي والالتزام بعملية الانتقال الطاقي.
إنّ منطقتنا – التي اعتمدت على الوقود الأحفوري في الماضي – تركز الآن، وبشكل متزايد، على تنويع مصادر الطاقة، والتخلص من الانبعاثات الكربونية، ودمج المصادر المتجددة ضمن مزيج الطاقة.
تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً رائداً في مجال الاستدامة، وتقدم نموذجاً واضحاً للتقدم الذي حققته المنطقة في هذا الملف. فقد كانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة توقع على اتفاقية باريس، وتحدد هدفاً طموحاً لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
تفخر سيمنس للطاقة بمساهمتها في تحقيق هذه الرؤية، ودعم دولة الإمارات خلال رحلتها التنموية الملهمة.
إنّ تاريخنا يمتد لعقود طويلة، فقد لعبنا دوراً محورياً في توفير إمدادات الطاقة الموثوقة والمستدامة بأسعار مناسبة في جميع أنحاء دولة الإمارات.
يعد «مشروع محطة نور 1 للطاقة الشمسية المركزة» في المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي – أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم – دليلاً على التزام دولة الإمارات بالاعتماد على الطاقة النظيفة في المستقبل. وتحتوي المحطة على التوربينات البخارية لسيمنس للطاقة، التي تعمل على تحويل أشعة الشمس إلى طاقة نظيفة ومتجددة بشكل موثوق من خلال نظام تشغيل سريع. بحلول عام 2030، من المتوقع أن ينتج المجمع – الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي، 5 جيجاوات من الطاقة المتجددة.
علاوة على ذلك، تعاونت سيمنس للطاقة مع هيئة كهرباء ومياه دبي وإكسبو 2020 دبي في تنفيذ أول منشأة صناعية لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع باستخدام الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يمثل هذا المشروع الرائد علامة فارقة في التحول الطاقي، وتقدم صناعة الطاقة المستدامة في المنطقة، ودليلاً على أهمية الشراكات في الوصول لحلول طاقة مبتكرة بهدف مواجهة التهديد الوجودي الذي يفرضه علينا التغير المناخي.
إن هذه المشاريع وغيرها تعد أمثلة مهمة على الشراكات القائمة منذ وقت طويل بين سيمنس للطاقة وهيئة كهرباء ومياه دبي، لذا نفخر باستعراض أحدث حلولنا المبتكرة خلال معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة «ويتيكس»، الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي في الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر القادم.
يُعتبر «ويتيكس» أكبر معرض من نوعه في المنطقة، وواحداً من أبرز المعارض الدولية المتخصصة في مجالات المياه والطاقة والاستدامة والتقنيات الخضراء والطاقة المتجددة والنظيفة، وغيرها من القطاعات الحيوية.
إن سيمنس للطاقة راعٍ سنوي لهذا المعرض العالمي المهم الذي نحرص على المشاركة فيه منذ سنوات طويلة، نظراً لتوافقه مع رؤيتنا الهادفة لتمكين المجتمعات وتلبية احتياجاتها من الطاقة بكفاءة وبطرق مسؤولة على الصعيد البيئي. نحن نتطلع للتعاون مع الشركات المحلية والدولية للمساهمة في حوار مفتوح ومثمر حول استدامة الطاقة.
إن عملية الاستدامة تتطلب القيام بتغييرات فكرية جذرية، لأنها تتعلق بفهم تأثير اختياراتنا على البيئة، والسعي لإيجاد حلول تعود بالفائدة على الإنسان والبيئة معاً، وهو ما نؤمن به في سيمنس للطاقة، كونه يتسق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن انتقال الطاقة يواجه تحديات وتعقيدات كبيرة على مستوى العالم، إلا أننا نؤمن بأن الجهود المشتركة يمكنها أن تمهد الطريق لمستقبل الطاقة النظيفة والمستدامة.