الاحتلال يعزز قواته بالضفة ويغلق مداخل القدس بالكتل الإسمنتية
12/10/2024–|آخر تحديث: 12/10/202408:49 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية، كما أغلق مداخل القدس المحتلة وضواحيها بالكتل الإسمنتية، في حين واصل حملات الاعتقال في مختلف مناطق الضفة.
وقال بيان لجيش الاحتلال إنه قرر تعزيز عدد سراياه المقاتلة لمهام الدفاع في قيادة المنطقة الوسطى بالضفة الغربية.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن هذه الخطوة تأتي لدعم استعداد هذه السرايا لسيناريوهات مختلفة في الضفة.
والأربعاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه “لأول مرة، منذ الانتفاضة الثانية قبل 20 عاما (سبتمبر/أيلول 2000)، ينشر الجيش الإسرائيلي ناقلات جند مدرعة بالضفة الغربية”.
ولفتت الهيئة إلى أن الجيش يخشى هجمات على المستوطنات بالضفة تحاكي هجوم حركة حماس المفاجئ على القواعد العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويقيم نحو نصف مليون مستوطن إسرائيلي في 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة.
اعتقالات واقتحامات
في الأثناء، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت ليلة السبت مدنا وبلدات في الضفة الغربية وشنت عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
وطالت الاقتحامات بلدات سلوان وعناتا بالقدس، وعزون وكفر ثلث وحبلة وكفر قدوم بقلقيلية، وبيت ريما والمزرعة الغربية وبدرس في رام الله، إضافة إلى قريتي أودلا وتل بنابلس.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المواطنين قرب حاجز ترقوميا العسكري غربي الخليل.
واحتجز جيش الاحتلال، مساء الجمعة، متضامنين أجانب لساعتين في بلدة قصرة بمحافظة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقال رئيس بلدية قصرة هاني عودة، للأناضول، إن “قوات من جيش الاحتلال اقتحمت مساء الجمعة مركزا يقيم فيه نحو 20 متضامنا أجنبيا، واحتجزتهم لنحو ساعتين، وصادرت بطاقاتهم الشخصية وهواتفهم”.
وتابع أنه “تم استجواب المتضامنين عن سبب وجودهم في البلدة، وطبيعة الفعاليات التي يقومون بها، قبل انسحاب تلك القوات”.
إغلاق القدس
وفي القدس المحتلة، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة مداخل جميع البلدات والقرى في ضواحي المدينة، عشية عيد الغفران اليهودي.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال وضعت كتلا إسمنتية عند مداخل عدد من البلدات والقرى في ضواحي القدس، ونصبت السواتر الحديدية.
كما أغلقت قوات الاحتلال اليوم السبت الجسر الواصل بين بيت حنينا وشعفاط شمالي القدس المحتلة بالمكعبات الإسمنتية والحواجز الحديدية.
وأضاف الشهود أن شرطة الاحتلال انتشرت عند مداخل القرى، ومنعت عشرات من سكانها المرور، بعد إغلاق مداخلها بالكتل الإسمنتية، تمهيدا لبدء عيد الغفران الذي يستمر حتى مساء اليوم السبت.
كما منعت شرطة الاحتلال الحافلات العامة والمركبات التي تعمل على الخطوط العامة الواصلة بين البلدات والقدس، فأدى ذلك إلى شلّ حركة السير وعرقلة الحياة اليومية للفلسطينيين.
قوات الاحتلال تغلق مدخل حي المصرارة في القدس المحتلة، استمراراً لإغلاق شوارع وأحياء القدس تحضيراً لما يسمى “عيد الغفران” pic.twitter.com/Eb9MSmPctw
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) October 11, 2024
اشتباكات طوباس
وفي سياق متصل، تواصلت الاشتباكات المسلحة بين مقاومين من كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس، والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في مناطق عدة من مدينة طوباس.
وتأتي الاشتباكات وسط انتشار مكثف لعناصر أمنية عقب اعتقال وملاحقة لمقاومين وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر أدى إلى إصابة فلسطيني وُصفت جراحه بالخطرة، حسب شهود عيان.
وقالت سرايا القدس إن الأجهزة الأمنية تستمر في ملاحقة المقاومين للقضاء عليهم أو اعتقالهم، لإنهاء الحالة الوطنية المتصاعدة في الضفة الغربية، وفق بيان أصدرته السرايا.
ودعت للنفير وفك الحصار عن مقاتلي كتيبة طوباس المحاصرين من قبل الأجهزة الأمنية.
وقالت مواقع فلسطينية إن أجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت عددا من الشبان بمنطقة السوق القديم في طوباس، تزامنا مع استمرار الاشتباكات المسلحة، وفجرت عبوات ناسفة أعدّتها المقاومة للاحتلال.
وتواصلت الجزيرة مع الأجهزة الأمنية لأخذ روايتها لما يحدث في طوباس، لكنها رفضت التعليق.
وفي تطور ذي صلة، تعرض مقر السلطة في جنين مساء الجمعة لإطلاق نار كثيف.
وتشهد الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، انتهاكات إسرائيلية يومية من الجيش والمستوطنين، بموازاة حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأسفرت الانتهاكات الإسرائيلية بالضفة عن استشهاد 749 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و250، واعتقال أكثر من 11 ألفا و100، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أميركي، أسفرت الحرب على غزة عن أكثر من 104 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية.