محمود المدهون.. شهيد فلسطيني تطوع لإطعام سكان شمال غزة
على مدار 400 يوم من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، برز اسم الشاب محمود المدهون، الذي رفض التهجير والإخلاء القسري الذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصر على البقاء لدعم أهالي شمال غزة في مواجهة التطهير العرقي.
وعلى مدار الأشهر الماضية، قبل أن يستشهد بغارة إسرائيلية في بيت لاهيا استهدفت مركبة تابعة للمطبخ العالمي المركزي مساء السبت، كان المدهون وهو في الثلاثينيات من عمره، مصدر أمل للمواطنين، حيث كرس كل إمكانياته لمساعدة أهل منطقته على توفير الطعام، من خلال مبادرة فردية في ظل القتل والحصار الإسرائيلي.
وساهم المدهون خلال 400 يوم بإعداد وجبات الطعام عبر “تكية الشمال” التي كان يشرف عليها، كما وفر وسائل اتصال للمحاصرين للتواصل مع ذويهم خارج شمال غزة، بحسب ما أفاد به مواطنون فلسطينيون.
ووفر المدهون الإنترنت لعدد من النشطاء في شمال غزة لنقل مشاهد الإبادة للعالم، وكان منزله مأوى لهم لتوثيق الجرائم الإسرائيلية عبر الصور والفيديوهات.
كما كانت النقطة الطبية بـ”مشروع بيت لاهيا” من أبرز مساهمات المدهون خلال الاجتياح الإسرائيلي الأخير لشمال غزة والمستمر منذ 5 أكتوبر 2024، في وقت كانت فيه جميع المستشفيات والمرافق الطبية خارج الخدمة.
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة شمالي قطاع غزة، وأسفرت العملية مذ ذاك عن استشهاد أكثر من 3 آلاف فلسطيني وتهجير عشرات الآلاف وتدمير أحياء سكنية برمتها.
وكان الشهيد المدهون يوثق عبر حسابيه في فيسبوك وإنستغرام عمليات توفير الطعام للنازحين طوال فترة الحرب، حيث ظهر في أحد المقاطع وهو يؤكد بقاءه في شمال غزة لمساعدة السكان دون تراجع.
نعي واسع
وفور انتشار خبر استشهاده، نعى النشطاء الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي الشهيد محمود المدهون، وأشادوا بإصراره على البقاء في الشمال لمحاربة المجاعة من خلال تنسيق التكيات الخيرية.
وأعلن فريق “أهل غزة” التطوعي في بيان، يوم السبت، استشهاد محمود المدهون في قصف إسرائيلي، مؤكدًا أن الشهيد كان من أوائل المساهمين والمساعدين في إنجاز آخر الحملات في مستشفى كمال عدوان المحاصر، من خلال إعداد الطعام وتوزيعه على الأطباء والمرضى والجرحى.
كما أعرب المطبخ العالمي المركزي في بيان عن حزنه لاستشهاد 3 من العاملين لديه في غزة بغارة إسرائيلية استهدفت طاقم المتطوعين. كما أعلن عن إيقاف عملياته في غزة بشكل مؤقت لحين معرفة المزيد من المعلومات عن تفاصيل الحادث.
وقال الناشط هاني المدهون، شقيق الشهيد محمود المدهون، إن إسرائيل استهدفته عمدًا، مضيفًا في منشور عبر فيسبوك “خسارته تذكير مدمر بالقسوة الهائلة التي نواجهها، فلتحيا ذكراه كشهادة على الصمود ولعلنا نجد القوة في شرفه لمواصلة الكفاح من أجل العدالة”.
وقالت الناشطة ليزا جاكس “الشيف محمود كان يعمل بشغف ودون كلل طوال جحيم الإبادة الجماعية لإطعام أكبر عدد ممكن من الناس، حتى إنه تمكن من إنشاء ملاجئ للتعليم والرعاية الطبية، ووجد الموارد في ظروف لا يمكن تخيلها”، منددة باستهداف الناشطين في مجال حقوق الإنسان من قبل الاحتلال وسط صمت عالمي.
” ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون ”
ينعى فريق أهل غزة أحد متطوعي الفريق الذين ما بخلوا بجهدهم ووقتهم في سبيل خدمة للناس، ننعى الشاب محمود المدهون الذي استشهد إثر قصف الاحتلال المتواصل على بيت لاهيا، وكان رحمه الله قد ساعدنا على إنجاز آخر… pic.twitter.com/pdzWnoxOMU
— Ahel Gaza (@ahelgaza) November 30, 2024
محمود المدهون أبو عمر أطعم الناس في شمال القطاع طوال 400 يوم.. يرتقي اليوم pic.twitter.com/ZiQgLlXZ85
— أنوار النبوة 🌼 (@YlMthny) December 2, 2024
استشهاد الشاب محمود المدهون صاحب تكية #الشمال في قصف الاحتلال المتواصل على مشروع بيت لاهيا شمال غزة.#بيت_لاهيا_تباد pic.twitter.com/Vv38ldfQoz
— شباب لأجل القدس (@shababquds) December 1, 2024
الاحتلال الإسرائيلي اغتال الشيف الفلسطيني #محمود_المدهون الذي شارك في إطعام أهالي شمال #غزة عبر “تكية خيرية” في سوق مشروع بيت لاهيا.
سخّر أبو عمر، الذي يطلق على نفسه اسم “أسد الشمال”، وقته لمساعدة الغزيين، وكتب قبل استشهاده:”نستمر في إطعام أهلنا، أسد الشمال لديكم لا خوف عليكم”. pic.twitter.com/sjWdtJClO8
— Moaz Kandil (@moazkandil3) December 1, 2024