تكنولوجيا

هل يمكن أن نشهد كسوفا غير طبيعي للشمس؟ أقمار صناعية أوروبية تنطلق للفضاء لمحاكاة هذه الظاهرة تقنيا

إنها تجربة ذات طابع تقني تسعى لتقليد ظواهر طبيعية، فحتى كسوف الشمس وخسوف القمر قد يصبحان اصطناعياين. ولن تكون العملية سهلة، فمحاكاة ظواهر عظيمة كهذه -يعلن عنها قبل سنوات، وتتحدث عنها وسائل الإعلام- تحتاج دقة عالية جدا. فما الذي تفعله وكالة الفضاء الأوروبية بهذا الخصوص؟ وهل يمكن للإنسان تحقيق ذلك؟

اعلان

انطلق زوج من الأقمار الصناعية الأوروبية إلى مداره يوم الخميس، في أول مهمة لعمل كسوف شمسي اصطناعي. وحلق الزوجان نحو الفضاء، بعد أن اتخذا من الهند نقطة انطلاق في هذه الرحلة المذهلة.

من المفترض أن يستمر كل كسوف غير حقيق لست ساعات بمجرد بدء العمليات في العام المقبل. وتعتبر هذه المدة أطول بكثير من الدقائق القليلة للكسوف الكلي الذي يحصل بشكله الطبيعي، ومن شأن ذلك أن يسمح بدراسة مطولة لهالة الشمس أو الغلاف الجوي الخارجي.

من المقرر أن تكون نتائج الكسوف الأولى متاحة في شهر آذار/مارس المقبل، بعد فحص كلتا المركبتين. وصرح عالم البعثة في وكالة الفضاء الأوروبية جو زيندر، عبر البريد الإلكتروني، لوكالة الأسوشيتد برس، قائلا: “نحن فريق علمي سعيد للغاية هنا” في الهند.

سيُفصل القمران الصناعيان في غضون شهر أو نحو ذلك. وبإمكنهما أن يطيرا على مسافة 492 قدمًا (150 مترًا) بمجرد وصولهما إلى وجهتهما في الفضاء، وسيصطفان مع الشمس بحيث يلقي أحد المركبتين الفضائيتين بظلاله على الآخر.

وستتطلب هذه العملة دقة شديدة تنحصر في حدود مليمتر واحد فقط، أي ما يعادل سمك ظفر الإصبع، وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية.

وستعتمد الأقمار الصناعية على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وأجهزة تعقب النجوم، والليزر، والروابط الراديوية، وستحلق بشكل مستقل لكي تحافظ على موقعها.

قرص يتظاهر بأنه كوكب الأرض

يبلغ عرض كل مركبة فضائية على شكل مكعب أقل من 5 أقدام (1,5 متر). ويحمل القمر الصناعي -المسؤول عن إلقاء الظل- قرصًا لحجب الشمس عن التلسكوب الموجود على القمر الصناعي الآخر. وسيحاكي هذا القرص القمر، في كسوف كلي طبيعي للشمس، حيث يتظاهر القمر الصناعي المظلم بأنه الأرض.

ويقول مدير التكنولوجيا والهندسة في وكالة الفضاء الأوروبية ديتمار بيلز: “إن لهذا الاختبار أهمية علمية هائلة”. وأضاف أن الكسوفات ستحدث مرتين على الأقل في الأسبوع.

وتستهدف المهمة التي تبلغ تكلفتها 210 ملايين دولار، والتي أطلق عليها اسم بروبا ثلاثة (Proba-3)، ما لا يقل عن 1000 ساعة طيران “حسب الطلب” خلال فترة عملها التي تستمر عامين.

وبمجرد الانتهاء من المهمة، سوف ينخفض ​​القمران الصناعيان تدريجيًا إلى مستوى أدنى حتى يحترقا في الغلاف الجوي، وسيحصل ذلك على الأرجح في غضون خمس سنوات.

يذكر أن الإطلاق تأخر يومًا واحدًا بسبب مشكلة وقعت في اللحظة الأخيرة في نظام الدفع الاحتياطي لأحد الأقمار الصناعية، وهو أمر بالغ الأهمية للطيران الدقيق. وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن المهندسين أصلحوه عن طريق البرمجة.

المصادر الإضافية • أ ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى